سقراط فيلسوف العمق و الآراء الخالدة والتي حرصت الأجيال عبر القرون علي أن تتناقلها، هو أحد أعمدة الفلسفة وكان يطلق عليه "أحكم رجل في اليونان"، ولكن ما السر وراء رسم سقراط حزين الملامح دائماً ؟!وما السر في عمق كتاباته وأقواله الفلسفية ؟!
** الزوجة اللعينة
وكان الجميع في اليونان يلقب زوجة سقراط ب"اللعينة "، لشدة بطش لسانها واستخدامها الألفاظ الخارجة، حيث كانت تسيء إلى كل من يتعامل معها حتى أن الجيران وصفوها بلفظ "مخبولة سقراط"، فقد كانت تجبر زوجها الفيلسوف على مغادرة المنزل، و تطرده إلى الشارع دائماً.
** الجميلة كزانتيب
وقال سقراط عن زوجته (كزانتيب )، إنها كانت أصغر منه سناً وجميلة بعمر الخمسة عشر عاماً، وأضاف :"أحببتها وتزوجتها وكانت إحدى تلاميذي، ولها الفضل في ما وصلت إليه من حكمة وفلسفة، فكنت أكتفي بالصمت حين توبخني، وحينما تطردني من المنزل أذهب بلا جدال، فبلغت الفلسفة مني مبلغها".
وكانت كزانتيب زوجة سقراط دائمة الشكوي، فقد كان الفيلسوف العظيم فقيراً لايكترث لأمور بيته وأولاده، وقد اعترف بذلك قبل محاكمته، وأثنى على زوجته لأنها كانت تهتم بشؤون منزلها وأبنائها.
** أفلاطون يلعن كزانتيب
وكان الفيلسوف أفلاطون أحد تلاميذ سقراط، ويتعلم منه الكثير وقال عن زوجة سقراط :"كانت دائمة الصراخ والعويل تشكو فقر حالها، و احتياج أبنائها وتلقي اللوم على سقراط الذي لا يهتم بأبنائه، واهتمامه فقط بالفلسفة التي لن تجدي، ولن تغير حال أبنائه".
وكان سقراط يكتفي بالنظر إليها، وهي تصرخ بدون أن يتفوه بكلمة واحدة، ويبتسم لها أثناء صراخها، وينتظر حتى تطلب منه مغادرة المنزل، ليذهب بدون اعتراض ويجلس وحيداً مع فلسفته وآراء الحكمة.
** آخر عتاب
وانتهى الأمر بسقراط فى السجن وحكم عليه بالإعدام، بتهمة تضليل الشباب وإلحادهم، وقبل تنفيذ جلسة الحكم بأيام ذهبت كزانتيب وأبناؤها إلى سقراط، وبكت ووجهت له اللوم على ماوصل إليه حاله، وحال أبنائه بسبب الفلسفة، ليتم بعدها تنفيذ حكم الإعداد بتسميم "حكيم الأجيال".